الجمعة، 8 مارس 2013

شَـابٌ تائِـه !



    الشاب اللطيف "خالد" معروفٌ بأخلاقه الحميدة وبابتسامته الدائمة، وأخلاقه وطيبته، هو في الحقيقة شاب تائهٌ مسكين.. نسي أن له حقوق ولغيره حدود، فعندما يضربه أحد يحاول أن يصرف الموضوع، وعندما يسبه أحد أيضاً يحاول صرف الموضوع، فـيُـضرب، ويُسب، ويُشتم، ويفعل به ما لن تتوقعه، يقابل كل هذا بابتسامة ومحاولة لتغيير الموضوع.
ليس خالد هو الوحيد منا ولكن الكثير والكثير والكثير أمثاله.
دائماً الكثير من حقوقنا تضيع ولا نحاول الدفاع عن حقنا فنقابل ذلك بقول: سامحه، خلها هدية، مشّـي الحال، المرة الجاية، مين قال؟، متأكد، ما أظن. 
وبعدها نعيش في حسرة وقلق وندامة، كيف لا؟ وحقك عند غيرك، أنا لا أدعوا للنزاع والخلاف والعنف، فليس كل من يدافع عن حقه سيدافع بشراسة.
فقد تعلمت في دورة تربوية للمدرب: ياسر الحزيمي أن الناس مع حقوقهم أربعة: من يصارح ولا يسامح، "ومن يصارح ويسامح، ومن لا يصارح ويسامح، ومن لا يصارح ولا يسامح".
أما الأول فهو صارم، والثاني فهو طيب (كن مثله) وأما الثالث فهو طيب ولكنه مسكين، وأما الرابع فهو مسكين (نسي أهم شيء). كن مثل الثاني مع الناس، ومثل الأول إن رأيت نفسك لعبة.
ذهب خالد ذات مرة إلى أحد المطاعم المشهورة وطلب وجبته قبل الوصول إلى المطعم فاستلم الوجبة وإذا بها وجبة أخرى ليس كما طلب، غضب خالد، فأصبح يسب من فعلها، ويصرخ نادماً، ويشهر بالمطعم لجميع من يعرف، ويدعوا عليهم، ويخبر الناس عن هذا الخطأ، والمطعم لا يعلم شيئاٍ فقد استبدل وجبة الشاب خالد بوجبة زبون آخر. خالد مثال على من لا يصارح ولا يسامح، فهو لم يصارح المطعم بالخطأ، ولم يسامحه عليه، وبإمكانكم ضرب الأمثلة على البقية. 
أردت كتابة هذا المقال لأن حياة بعض منا أصبحت لعبة مسلية في حياة الآخرين، حقه ضاع، وعرضه ضاع، وماله ضاعه، والابتسامة ما زالت في محياه، والألم مستمرٌ في قلبه. 
حياة خالد ليست قصة من نسج الخيال، بل هي واقعٌ مؤلم يعيشه الكثير منا. 
___
بقلم: عمر بن عاصم القريوتي | ٢٦-٤-١٤٣٤ هـ
@OmarQrr

هناك تعليقان (2):

  1. ما شاء الله مقال جميييل جدا
    يا خالي عمر

    ردحذف
  2. مقال رائع ... شكرا لك

    ردحذف

للتواصل

twitter: https://twitter.com/#!/o_qr
email: oalqaryoti@gmail.com